المختصر / واقعة مرض الرئيس مبارك الأخير أتت لتدلل من جديد على غياب الثقة بين الحاكم والمحكوم ، بين الدولة والمواطنين ، على الرغم من حرص وسائل الإعلام الرسمية جميعها على نشر خبر علاجه في ألمانيا بعيد سفره مباشرة ، وهو الخبر الذي نشر في ثلاثة أسطر على عمود واحد بصيغة واحدة وتقريبا في نفس الأماكن من الصفحات الأولى عند الجميع ، بيان عممته جهة رسمية وطلبت نشره كما ورد ، وحاول البعض وقتها اصطناع زفة بأن الإعلان عن مرض الرئيس في الإعلام الرسمي دليل على الشفافية وعصر جديد من المصارحة ، ولم يكن الأمر كذلك قطعا ، وإنما أذيع البيان المختصر اضطرارا ، لأنه كان هناك إدراك مؤكد لدى رئاسة الجمهورية بأن سفرة الرئيس ستطول وأن هناك جراحة صعبة وأن هناك اشتباها في أمور خطرة لم يتم التأكد منها ، وبالتالي فمن الصعب أن يتجاهل الإعلام الرسمي غياب الرئيس مدة ثلاثة أو أربعة أسابيع ، خارج البلاد ، وربما أكثر من ذلك ، دون أي توضيح ، لأن هذا يطلق العنان للخيال لتصور أبعاد أسوأ ، وعلى الرغم من إذاعة الخبر اليتيم إلا أن الناس تركت من بعده في حيرة مما يحدث ، وفي ظنون حول صحة الرئيس دون أي معلومة مهمة أو صادقة أو مقبولة ، كل ما يقرأه الناس الآن أن الرئيس أصبح بصحة جيدة ، وأنه يأكل الزبادي بالعسل وأنه بدأ يتحرك جيدا وأنه دعا الطبيب المعالج لاحتساء القهوة معه ، جميل ، وإذا كان الأمر كذلك فلماذا يغيب الرئيس صوتا وصورة عن شعبه دون أن يطمئنهم بكلمة أو لقطة ولو لنصف دقيقة ، لماذا لم يتم تصوير احتسائه للقهوة مع الطبيب ، رغم أنها أقرب إلى مزحة أن يخرج مريض من عملية جراحية صعبة ليتناول القهوة تحديدا ، وهي التي يتم تحذير الأصحاء منها وليس مرض العمليات الجراحية ، المهم ، لماذا لا يتم تصوير الاستضافة الكريمة وبثها للناس لطمأنتهم على صحة الرئيس وتحسن حالته ، بدلا من ترك الناس تضرب أخماسا في أسداس ، وتتناثر الشائعات هنا وهناك ، بل إن الناس من فرط الوساوس راحت تربط كل حدث صغير أو كبير بمرض الرئيس ، حتى أزمة السولار الأخيرة ربطها البعض بغياب الرئيس ، حيث ذهب الخيال ببعضهم إلى تفاصيل وترتيبات عجيبة ومثيرة في أسباب الظهور المفاجئ لأزمة السولار بعد غياب الرئيس ، بل الأغرب أن عملية الحصار الإعلامي والمعلوماتي حول صحة الرئيس طالت الميديا الألمانية نفسها ، ولا أذيع سرا إذا قلت أننا ـ في المصريون ـ حاولنا بأكثر من طريق وأكثر من مصدر الحصول على أي معلومات من ألمانيا عن الموضوع لطمأنة الناس هنا وإضافة الجديد للرأي العام ، ففشلنا ، ويبدو أن اتفاقا ما تم مع جهات ألمانية رسمية للتكتم التام حول طبيعة مرض الرئيس والجراحة التي أجراها ووضعه الصحي الجديد ، حتى أن المستشفى الذي يعالج فيه محا أي معلومة عن الرئيس مبارك من صفحته على الانترنت ، وتستطيع الوصول إلى أي مريض هناك إلا مريض واحد ، هو الرئيس المصري، بل إن الإعلام الألماني القوي لم يتمكن من نشر أي شيء له معنى عن صحة الرئيس ، رغم أن واقعة علاجه يدرك الإعلام الألماني أن ملايين الناس في مصر والعالم العربي والشرق الأوسط تتابعه باهتمام بالغ ، ويضطر الإعلام الألماني إلى إعادة نشر البيانات السخيفة التي ينشرها الإعلام المصري الرسمي ، على طريقة دعوة طبيبه لاحتساء القهوة معه ، وهذا التكتم الشديد يمنح الخيال السياسي في مصر مشروعية طرح احتمالات عديدة ، بعضها خطير بكل تأكيد ، والخلاصة أن الإعلام الرسمي المصري فشل من جديد في أن يصنع جسورا من الثقة بين السلطة والشعب ، وبطبيعة الحال فشل في أن يربح ثقة المواطن فيه هو نفسه كإعلام جاد أو له قيمة .
المصدر: المصريون
المصدر: المصريون
» كان لي قلب
» ما قد كان.. كان
» طاوعني قلبي.. في النسيان
» على ترابك مات قلبي .. وانتهى
» بالرغم منا ... قد نضيع
» ليتني ........
» قلب شاعر
» دعيني.. أحبك
» في هذا الزمن المجنون
» هذا عتاب الحب للأحباب
» هذي بلاد .. لم تعد كبلادي
» أحزان ليلة ممطرة
» وأنت الحقيقة لو تعلمين
» تحت أقدام الزمان
» بائع الأحلام
» من قال أن النفط أغلى من دمي
» في عينيكي عنواني
» عيناك أرض لا تخون
» ويضيع العمر
» ماذا تبقى من أرض الأنبياء
» أحلام حائره
» عتاب من القبر
» بقايا أمنيه
» قد نلتقي