كتبها المحرر | الجمعة, 16 يناير 2009 22:47
منذ أيام اعترفوا بما أنكروه طيلة الـ55 عاما الماضية.. إنهم الإخوان الذين أكدوا أنهم حاولوا اغتيال جمال عبد الناصر فى المنشية بالأسكندرية رغم علاقتهم به والتى تجاوزت مجرد التنسيق مع قائد حركة الضباط الأحرار إلى محاولة تجنيده فى صفوف الجماعة حتى أنه كان عضوا فى التنظيم السرى للجماعة!!
علاقة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر مع الإخوان المسلمين واحدة من القضايا الجدلية التى لم تحُسم حتى الآن، وتنوعت حولها الروايات.
بعض الروايات تؤكد أن عبدالناصر كان عضواً فى جماعة الإخوان المسلمين وأقسم على المصحف والسيف للولاء للإخوان.. وروايات أخرى تنفى وجود أى علاقة من أى نوع بين عبدالناصر والإخوان.
فى مقدمة من أكدوا عضوية عبدالناصر فى جماعة الإخوان عدد من أصدقاء عبدالناصر المقربين وعدد من قيادات الجماعة أنفسهم.. فى مذكراته التى تحمل عنوان «الآن أتكلم» قال خالد محيى الدين أحد الضباط الأحرار
إنه ذهب مع جمال عبدالناصر إلى مكان ما بحى السيدة زينب قبل عام 1949 وحلف عبدالناصر على المصحف والسيف.
المستشار مأمون الهضيبى المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين أكد هو الآخر – أن عبدالناصر كان عضواً بالجماعة وقال فى حوار نشرته قبل سنوات جريدة – الشرق الأوسط – إن هناك مجموعة من الشواهد التى تؤكد علاقة عبدالناصر بالإخوان منها أنه لجأ إلى منير دلة ومحسن العشماوى وهما من الإخوان – عند حدوث حريق القاهرة حيث كانت لديه أسلحة وخشى أن يتعرض بيته للتفتيش فأخفى هذه الأسلحة لدى الإخوان فى عزبة بالشرقية.
وأضاف الهضيبى: عبدالناصر كان يبيت أحياناً عند صلاح أبوشادى عضو الإخوان فضلاً عن أن عبداللطيف البغدادى وحسين الشافعى – من قادة ثورة يوليو – قالا إن الإخوان كانوا يعلمون بموعد الثورة وأنهم لم يبلغوا عنها وأن قائد القوات التى حاصرت قصر عابدين يوم 26 يوليو هو الضابط عبدالمنعم عبدالرؤوف وهو من الإخوان ووجودهم فى اللحظات الحاسمة فى الثورة وفى هذه المواقع الحساسة يؤكد علاقة عبدالناصر بالإخوان.
وواصل مأمون الهضيبى بعد قيام الثورة بثلاثة أيام، ويوم خروج الملك أى يوم 26 يوليو 1952 زار المستشار حسن الهضيبى المرشد العام للإخوان المسلمين – وقتئذ – جمال عبدالناصر وحين عاد إلى مقر الجماعة قال إن عبدالناصر يشعر أنه الملك الجديد وأنه يعمل مستقلاً وبدأ يشعر أنه ليس مع الإخوان ولم يعد منهم.
وحسب مصادر بجماعة الإخوان المسلمين فإن عبدالمنعم عبدالرؤوف أحد أعضاء الجماعة تمكن من تجنيد جمال عبدالناصر وضمه «للجمعية السرية لضباط الجيش» عام 1944، وظل عبدالرؤوف طيلة المدة من 1944 وحتى 15 مايو 1948 هو المسئول عن التنظيم السرى داخل الجيش، متعاوناً مع الفريق عزيز المصرى والشيخ حسن البنا والصاغ محمود لبيب، وهناك وفى هذه الفترة أعجب بعض ضباط الجيش بما كانت تتميز به جماعة الإخوان من الانضباط والروح المحاربة، وقد استجاب الإخوان وألحقوا الضباط الذين تجاوبوا معهم بالنظام الخاص، وتم اتصالهم بعبدالرحمن السندى فى سرية مطلقة، وتم تخصيص الشيخ سيد سابق ليعطيهم دروساً فى الفقه والثقافة الإسلامية عوضاً لهم عن عدم حضورهم محاضرات الإخوان العامة، ولما كثر عدد المنتسبين من الضباط فى النظام الخاص وضاقت قدرات عبدالرحمن السندى وثقافته عن تلبية نوازعهم الفكرية وأشواقهم إلى العمل الجدى أفرد لهم حسن البنا قسماً خاصاً يرأسه الصاغ محمود لبيب وكيل الإخوان وقتئذ، وأطلق محمود لبيب اسم الضباط الأحرار على هذا القسم التابع للإخوان داخل الجيش، ولكن ما لبث حماس الضابط للإخوان أن فتر عام 1946 فقرروا البعد بحركتهم عن أى صلة بالإخوان وأن تقتصر على الجيش وتولدت لديهم الرغبة فى التحرر من ارتباطهم بالإخوان وبدأ عبدالناصر فى تحويل ولاء الضباط دون علم الصاغ محمود لبيب وخاصة بعد ما ضاق الضباط حين وجدوا أنفسهم قد سجلت أسماؤهم فى فصول لتعليمهم – بواسطة مدنيين – كيفية استخدام البندقية وفكها، مع أنهم كانوا يتوقعون أن يستعان بهم فى التدريب العسكرى لأعضاء الجماعة، كما وجد هؤلاء الضباط مشاكل تنظيمية داخل الجماعة يستحيل معها اختراق حاجز التدرج الهرمى للمراتب.
وفى عام 1945 بدا أن لجمال عبدالناصر اعتراضات جوهرية على أسلوب الإخوان ومنهجهم فى نشر الفكر الإسلامى عن طريق التربية والتعليم حتى تصبح لهم أغلبية شعبية تضغط على الحكومة.
وابتداء من عام 1950 بدأ عبدالناصر فى إعادة التنظيم السرى لضباط الجيش الذى توقف عام 1948 وبدأ يضم عناصر أخرى من غير الضباط الإخوان وخاصة الضباط الذين تقاسموا محنة الفالوجا وغيرهم ممن يلمس فيهم الشجاعة والكتمان. وقد حدث خلاف بين عبدالمنعم عبدالرؤوف وجمال عبدالناصر حول تبعية تنظيم الضباط الأحرار للإخوان، وقد بدأ ذلك منذ عام 1943، وتدريجياً رفض عبدالناصر وبقية الضباط هذه التبعية فانسحب عبدالمنعم عبدالرؤوف من لجنة قيادة الضباط الأحرار وحل محله عبدالحكيم عامر عن سلاح المشاة.. وهكذا أصبح جمال عبدالناصر وباعتراف قادة الإخوان هو الشخص الوحيد الذى أشرف على تنظيم الضباط الأحرار بعد حرب فلسطين عام 1948 وكان يعرف الضباط كلهم واحداً واحداً وفى يده كل خيوط التنظيم، وكان عدد الضباط عندما اندلعت الثورة عام 1952 قد بلغ 99 ضابطاً. وبسبب علاقة عبدالناصر بالإخوان استثنى الإخوان من الحل عندما صدر قرار بحل الأحزاب، حدث هذا رغم اصرار سليمان حافظ وزير الداخلية آنذاك – على اعتبار الجماعة – حزباً سياسياً، وفتحت الثورة التحقيق فى مقتل حسن البنا، كما تم الإفراج عن الإخوان المتهمين فى الحادث الشهير باسم حادث السيارة الجيب وطلب عبدالناصر من الإخوان الانضمام إلى هيئة التحرير فرفضوا، ومن هنا بدأ الخلاف يدب بين عبدالناصر والإخوان وهو الخلاف الذى انتهى بحادث المنشية، والذى تعرض فيه جمال عبدالناصر لمحاولة اغتيال فاشلة، وعلى إثر تلك المحاولة تم القبض على عدد كبير من الإخوان، والمعروف أن الإخوان يؤكدون أن هذه الحادثة مجرد تمثيلية صنعها عبدالناصر ليتخلص من الإخوان.
وعلى طرف النقيض تماماً من هذه الروايات يؤكد الناصريون أن عبدالناصر لم يكن له أى علاقة بالإخوان ونفت الدكتورة هدى عبدالناصر ابنة الرئيس عبدالناصر والأستاذة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة أن يكون لعبدالناصر أى علاقة بالإخوان المسلمين.
ورغم هذا النفى فإننا نقدم دليلين قاطعين على وجود علاقة وثيقة مع الإخوان المسلمين أول هذين الدليلين عبارة عن صورة تجمع الرئيس عبدالناصر والمشير عبدالحكيم عامر وكلاهما يرتدى «فانلته الداخلية» وكانا يجلسان إلى الشيخ أحمد حسن الباقورى، والمعروف عنه انتماؤه لجماعة الإخوان ومشهد الرئيس والمشير والشيخ ليس له إلا معنى واحد وهو أن «عبدالناصر» و»عامر» كانا على علاقة بالإخوان.
والدليل الثانى الذى يكشف بوضوح علاقة عبدالناصر مع الإخوان عبارة عن وثيقة تعود لعام 1952..هذه الوثيقة نشرتها لأول مرة مجلة المصور عام 1952 ونشرها آنذاك حلمى سلام الذى كان مقرباً من الرئيس جمال عبدالناصر ومجلس قيادة الثورة كله.. قال سلام «انتهت حرب فلسطين وعاد منها جمال عبدالناصر ليستقر فى مدينة الإسماعيلية مع قوات الجيش المرابطة هناك، وحدث أن حصل عبدالناصر على إجازة لمدة شهر وفوراً عاد إلى القاهرة ليرى زوجته وأولاده، وما أن وصل إلى منزله حتى فوجئ بضابط من البوليس الحربى الذى بادره بقوله «الباشا يريدك» فسأله عبدالناصر عن «الباشا» الذى يقصده فرد الضابط إنه عثمان المهدى وهو رئيس هيئة أركان حرب الجيش، فقال عبدالناصر لماذا؟ فرد الضابط لا أدرى.. إنه أمر صدر إلى وأنا انفذه. يواصل سلام فى رواية الواقعة فيقول «انطلق عبدالناصر مع الضابط إلى مكتب عثمان المهدى الذى قابله بابتسامة باهتة ثم اصطحبه لمبنى رئاسة مجلس الوزراء وهناك وجد عبدالناصر نفسه وجها لوجه مع إبراهيم عبدالهادى رئيس الوزراء وعلى الفور باغته عبدالهادى متسائلاً: إنت الصاغ جمال عبدالناصر؟
جمال عبدالناصر:نعم
عبدالهادى: ما هى علاقتك بالإخوان المسلمين
عبدالناصر: كعلاقة العشرين مليون مصرى بالأحزاب كلها عبدالهادى: ماذا تعنى؟
عبدالناصر: أعنى أن المصريين فيهم من يعجبهم السعديين وفيهم من يعجبهم الوفد وفيهم من يعجبهم الإخوان وأنا من هؤلاء.عبدالهادى: لا تخف وثق تماماً، اننى توليت التحقيق معك بنفسى لأنى لم أشأ أن أجعل البوليس يتدخل فى موضوعك وأرجو أن تقدر هذا وتقول ما عندك، وكل الذى أريده منك أن تقول لى من هم الذين دربتهم من الإخوان على استعمال السلاح.
عبدالناصر: لم أدرب أحداً.عبدالهادى: غريبة يأخى.
عبدالناصر: وما هو الغرابة فى هذا؟
عبدالهادى: وجه الغرابة أن عندى أكثر من تقرير من أكثر من شخص كلهم يؤكدون أنك كنت تدرب الإخوان على استعمال السلاح ولا يمكن أن يكونوا كلهم كاذبين وأنا عندى ناس رأوك وأنت تقوم بهذه المهمة.
عبدالناصر: أرجوك واجهنى بهم.عبدالهادى: ماذا تقصد بعبارة أن الإخوان المسلمين يعجبونك؟
عبدالناصر: لا أقصد شيئاً أكثر مما يقصده الذين يعجبون بالسعديين والوفديين.
وهكذا اعترف عبدالناصر «بعظمة لسانه» بإعجابه بالإخوان وهو ما يؤكد الروايات التى تقول إنه كان عضواً فى الجماعة قبل أن ينقلب عليهم.
عبد الناصر كان عضواً فى الجماعة وتم تجنيده على يد عبد المنعم عبد الرؤوف
وحلف على المصحف والسيف قبل ضمه للتنظيم السرى !! عثمان المهدى رئيس أركان الجيش قبل الثورة استدعى عبد الناصر وسأله عن علاقته بالإخوان وواجهه بمعلومات عن قيامه بتدريب كوادر الجماعة على استعمال السلاح.
جمال عبدالناصر مرتديا "الفانلة " يجلس منصتاً .. وعبد الحكيم عامر يتحدث مداعباً الشيخ الباقورى خلال الأيام الأولى للثورة ..صورة لها ألف معنى
منذ أيام اعترفوا بما أنكروه طيلة الـ55 عاما الماضية.. إنهم الإخوان الذين أكدوا أنهم حاولوا اغتيال جمال عبد الناصر فى المنشية بالأسكندرية رغم علاقتهم به والتى تجاوزت مجرد التنسيق مع قائد حركة الضباط الأحرار إلى محاولة تجنيده فى صفوف الجماعة حتى أنه كان عضوا فى التنظيم السرى للجماعة!!
علاقة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر مع الإخوان المسلمين واحدة من القضايا الجدلية التى لم تحُسم حتى الآن، وتنوعت حولها الروايات.
بعض الروايات تؤكد أن عبدالناصر كان عضواً فى جماعة الإخوان المسلمين وأقسم على المصحف والسيف للولاء للإخوان.. وروايات أخرى تنفى وجود أى علاقة من أى نوع بين عبدالناصر والإخوان.
فى مقدمة من أكدوا عضوية عبدالناصر فى جماعة الإخوان عدد من أصدقاء عبدالناصر المقربين وعدد من قيادات الجماعة أنفسهم.. فى مذكراته التى تحمل عنوان «الآن أتكلم» قال خالد محيى الدين أحد الضباط الأحرار
إنه ذهب مع جمال عبدالناصر إلى مكان ما بحى السيدة زينب قبل عام 1949 وحلف عبدالناصر على المصحف والسيف.
المستشار مأمون الهضيبى المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين أكد هو الآخر – أن عبدالناصر كان عضواً بالجماعة وقال فى حوار نشرته قبل سنوات جريدة – الشرق الأوسط – إن هناك مجموعة من الشواهد التى تؤكد علاقة عبدالناصر بالإخوان منها أنه لجأ إلى منير دلة ومحسن العشماوى وهما من الإخوان – عند حدوث حريق القاهرة حيث كانت لديه أسلحة وخشى أن يتعرض بيته للتفتيش فأخفى هذه الأسلحة لدى الإخوان فى عزبة بالشرقية.
وأضاف الهضيبى: عبدالناصر كان يبيت أحياناً عند صلاح أبوشادى عضو الإخوان فضلاً عن أن عبداللطيف البغدادى وحسين الشافعى – من قادة ثورة يوليو – قالا إن الإخوان كانوا يعلمون بموعد الثورة وأنهم لم يبلغوا عنها وأن قائد القوات التى حاصرت قصر عابدين يوم 26 يوليو هو الضابط عبدالمنعم عبدالرؤوف وهو من الإخوان ووجودهم فى اللحظات الحاسمة فى الثورة وفى هذه المواقع الحساسة يؤكد علاقة عبدالناصر بالإخوان.
وواصل مأمون الهضيبى بعد قيام الثورة بثلاثة أيام، ويوم خروج الملك أى يوم 26 يوليو 1952 زار المستشار حسن الهضيبى المرشد العام للإخوان المسلمين – وقتئذ – جمال عبدالناصر وحين عاد إلى مقر الجماعة قال إن عبدالناصر يشعر أنه الملك الجديد وأنه يعمل مستقلاً وبدأ يشعر أنه ليس مع الإخوان ولم يعد منهم.
وحسب مصادر بجماعة الإخوان المسلمين فإن عبدالمنعم عبدالرؤوف أحد أعضاء الجماعة تمكن من تجنيد جمال عبدالناصر وضمه «للجمعية السرية لضباط الجيش» عام 1944، وظل عبدالرؤوف طيلة المدة من 1944 وحتى 15 مايو 1948 هو المسئول عن التنظيم السرى داخل الجيش، متعاوناً مع الفريق عزيز المصرى والشيخ حسن البنا والصاغ محمود لبيب، وهناك وفى هذه الفترة أعجب بعض ضباط الجيش بما كانت تتميز به جماعة الإخوان من الانضباط والروح المحاربة، وقد استجاب الإخوان وألحقوا الضباط الذين تجاوبوا معهم بالنظام الخاص، وتم اتصالهم بعبدالرحمن السندى فى سرية مطلقة، وتم تخصيص الشيخ سيد سابق ليعطيهم دروساً فى الفقه والثقافة الإسلامية عوضاً لهم عن عدم حضورهم محاضرات الإخوان العامة، ولما كثر عدد المنتسبين من الضباط فى النظام الخاص وضاقت قدرات عبدالرحمن السندى وثقافته عن تلبية نوازعهم الفكرية وأشواقهم إلى العمل الجدى أفرد لهم حسن البنا قسماً خاصاً يرأسه الصاغ محمود لبيب وكيل الإخوان وقتئذ، وأطلق محمود لبيب اسم الضباط الأحرار على هذا القسم التابع للإخوان داخل الجيش، ولكن ما لبث حماس الضابط للإخوان أن فتر عام 1946 فقرروا البعد بحركتهم عن أى صلة بالإخوان وأن تقتصر على الجيش وتولدت لديهم الرغبة فى التحرر من ارتباطهم بالإخوان وبدأ عبدالناصر فى تحويل ولاء الضباط دون علم الصاغ محمود لبيب وخاصة بعد ما ضاق الضباط حين وجدوا أنفسهم قد سجلت أسماؤهم فى فصول لتعليمهم – بواسطة مدنيين – كيفية استخدام البندقية وفكها، مع أنهم كانوا يتوقعون أن يستعان بهم فى التدريب العسكرى لأعضاء الجماعة، كما وجد هؤلاء الضباط مشاكل تنظيمية داخل الجماعة يستحيل معها اختراق حاجز التدرج الهرمى للمراتب.
وفى عام 1945 بدا أن لجمال عبدالناصر اعتراضات جوهرية على أسلوب الإخوان ومنهجهم فى نشر الفكر الإسلامى عن طريق التربية والتعليم حتى تصبح لهم أغلبية شعبية تضغط على الحكومة.
وابتداء من عام 1950 بدأ عبدالناصر فى إعادة التنظيم السرى لضباط الجيش الذى توقف عام 1948 وبدأ يضم عناصر أخرى من غير الضباط الإخوان وخاصة الضباط الذين تقاسموا محنة الفالوجا وغيرهم ممن يلمس فيهم الشجاعة والكتمان. وقد حدث خلاف بين عبدالمنعم عبدالرؤوف وجمال عبدالناصر حول تبعية تنظيم الضباط الأحرار للإخوان، وقد بدأ ذلك منذ عام 1943، وتدريجياً رفض عبدالناصر وبقية الضباط هذه التبعية فانسحب عبدالمنعم عبدالرؤوف من لجنة قيادة الضباط الأحرار وحل محله عبدالحكيم عامر عن سلاح المشاة.. وهكذا أصبح جمال عبدالناصر وباعتراف قادة الإخوان هو الشخص الوحيد الذى أشرف على تنظيم الضباط الأحرار بعد حرب فلسطين عام 1948 وكان يعرف الضباط كلهم واحداً واحداً وفى يده كل خيوط التنظيم، وكان عدد الضباط عندما اندلعت الثورة عام 1952 قد بلغ 99 ضابطاً. وبسبب علاقة عبدالناصر بالإخوان استثنى الإخوان من الحل عندما صدر قرار بحل الأحزاب، حدث هذا رغم اصرار سليمان حافظ وزير الداخلية آنذاك – على اعتبار الجماعة – حزباً سياسياً، وفتحت الثورة التحقيق فى مقتل حسن البنا، كما تم الإفراج عن الإخوان المتهمين فى الحادث الشهير باسم حادث السيارة الجيب وطلب عبدالناصر من الإخوان الانضمام إلى هيئة التحرير فرفضوا، ومن هنا بدأ الخلاف يدب بين عبدالناصر والإخوان وهو الخلاف الذى انتهى بحادث المنشية، والذى تعرض فيه جمال عبدالناصر لمحاولة اغتيال فاشلة، وعلى إثر تلك المحاولة تم القبض على عدد كبير من الإخوان، والمعروف أن الإخوان يؤكدون أن هذه الحادثة مجرد تمثيلية صنعها عبدالناصر ليتخلص من الإخوان.
وعلى طرف النقيض تماماً من هذه الروايات يؤكد الناصريون أن عبدالناصر لم يكن له أى علاقة بالإخوان ونفت الدكتورة هدى عبدالناصر ابنة الرئيس عبدالناصر والأستاذة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة أن يكون لعبدالناصر أى علاقة بالإخوان المسلمين.
ورغم هذا النفى فإننا نقدم دليلين قاطعين على وجود علاقة وثيقة مع الإخوان المسلمين أول هذين الدليلين عبارة عن صورة تجمع الرئيس عبدالناصر والمشير عبدالحكيم عامر وكلاهما يرتدى «فانلته الداخلية» وكانا يجلسان إلى الشيخ أحمد حسن الباقورى، والمعروف عنه انتماؤه لجماعة الإخوان ومشهد الرئيس والمشير والشيخ ليس له إلا معنى واحد وهو أن «عبدالناصر» و»عامر» كانا على علاقة بالإخوان.
والدليل الثانى الذى يكشف بوضوح علاقة عبدالناصر مع الإخوان عبارة عن وثيقة تعود لعام 1952..هذه الوثيقة نشرتها لأول مرة مجلة المصور عام 1952 ونشرها آنذاك حلمى سلام الذى كان مقرباً من الرئيس جمال عبدالناصر ومجلس قيادة الثورة كله.. قال سلام «انتهت حرب فلسطين وعاد منها جمال عبدالناصر ليستقر فى مدينة الإسماعيلية مع قوات الجيش المرابطة هناك، وحدث أن حصل عبدالناصر على إجازة لمدة شهر وفوراً عاد إلى القاهرة ليرى زوجته وأولاده، وما أن وصل إلى منزله حتى فوجئ بضابط من البوليس الحربى الذى بادره بقوله «الباشا يريدك» فسأله عبدالناصر عن «الباشا» الذى يقصده فرد الضابط إنه عثمان المهدى وهو رئيس هيئة أركان حرب الجيش، فقال عبدالناصر لماذا؟ فرد الضابط لا أدرى.. إنه أمر صدر إلى وأنا انفذه. يواصل سلام فى رواية الواقعة فيقول «انطلق عبدالناصر مع الضابط إلى مكتب عثمان المهدى الذى قابله بابتسامة باهتة ثم اصطحبه لمبنى رئاسة مجلس الوزراء وهناك وجد عبدالناصر نفسه وجها لوجه مع إبراهيم عبدالهادى رئيس الوزراء وعلى الفور باغته عبدالهادى متسائلاً: إنت الصاغ جمال عبدالناصر؟
جمال عبدالناصر:نعم
عبدالهادى: ما هى علاقتك بالإخوان المسلمين
عبدالناصر: كعلاقة العشرين مليون مصرى بالأحزاب كلها عبدالهادى: ماذا تعنى؟
عبدالناصر: أعنى أن المصريين فيهم من يعجبهم السعديين وفيهم من يعجبهم الوفد وفيهم من يعجبهم الإخوان وأنا من هؤلاء.عبدالهادى: لا تخف وثق تماماً، اننى توليت التحقيق معك بنفسى لأنى لم أشأ أن أجعل البوليس يتدخل فى موضوعك وأرجو أن تقدر هذا وتقول ما عندك، وكل الذى أريده منك أن تقول لى من هم الذين دربتهم من الإخوان على استعمال السلاح.
عبدالناصر: لم أدرب أحداً.عبدالهادى: غريبة يأخى.
عبدالناصر: وما هو الغرابة فى هذا؟
عبدالهادى: وجه الغرابة أن عندى أكثر من تقرير من أكثر من شخص كلهم يؤكدون أنك كنت تدرب الإخوان على استعمال السلاح ولا يمكن أن يكونوا كلهم كاذبين وأنا عندى ناس رأوك وأنت تقوم بهذه المهمة.
عبدالناصر: أرجوك واجهنى بهم.عبدالهادى: ماذا تقصد بعبارة أن الإخوان المسلمين يعجبونك؟
عبدالناصر: لا أقصد شيئاً أكثر مما يقصده الذين يعجبون بالسعديين والوفديين.
وهكذا اعترف عبدالناصر «بعظمة لسانه» بإعجابه بالإخوان وهو ما يؤكد الروايات التى تقول إنه كان عضواً فى الجماعة قبل أن ينقلب عليهم.
عبد الناصر كان عضواً فى الجماعة وتم تجنيده على يد عبد المنعم عبد الرؤوف
وحلف على المصحف والسيف قبل ضمه للتنظيم السرى !! عثمان المهدى رئيس أركان الجيش قبل الثورة استدعى عبد الناصر وسأله عن علاقته بالإخوان وواجهه بمعلومات عن قيامه بتدريب كوادر الجماعة على استعمال السلاح.
» كان لي قلب
» ما قد كان.. كان
» طاوعني قلبي.. في النسيان
» على ترابك مات قلبي .. وانتهى
» بالرغم منا ... قد نضيع
» ليتني ........
» قلب شاعر
» دعيني.. أحبك
» في هذا الزمن المجنون
» هذا عتاب الحب للأحباب
» هذي بلاد .. لم تعد كبلادي
» أحزان ليلة ممطرة
» وأنت الحقيقة لو تعلمين
» تحت أقدام الزمان
» بائع الأحلام
» من قال أن النفط أغلى من دمي
» في عينيكي عنواني
» عيناك أرض لا تخون
» ويضيع العمر
» ماذا تبقى من أرض الأنبياء
» أحلام حائره
» عتاب من القبر
» بقايا أمنيه
» قد نلتقي